ساقية الكلب

لا تستصغر الخطأ ولا تستكثر الصواب

الخير وإن صغر قد يكون عند الله أعظم من كل ذنوب صاحبه.

قصة ساقية الكلب وقصة صاحبة الهرة، فيما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، لم تكن مجرد قصص عابرة، ولكنها قصص تؤكد على أن الخير وإن صَغُر قد يكون عند الله أعظم من كل ذنوب صاحبه، فيفلح وينجيه، والذنب وإن صغر ربما يهوي بصاحبه إلى التهلكة، لا تستصغر خيرا أو شرا، فلا تعلم أيهما ينجيك وأيهما يرديك.

وهذا الأمر ينطبق على التسويق والإدارة والقيادة والعمل بكل أشكاله وألوانه، فأنت حقيقة لا تعرف أي الأعمال ينقلك نقلة عالية وأيها يؤثر سلباً على عملك، كن مهنياً قدر المستطاع فلا تعلم أي العملاء يمكن أن يعكس رضاه دعاية إيجابية تنقل عملك إلى أرفع المستويات.

جاء في الصحيحين وغيرهما من رواية أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: بينما رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، قالوا يا رسول الله: وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: في كل كبد رطبة أجر.

جاء في الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {عُذِّبت امرأة في هِرَّة سَجَنَتْها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا سَقتها، إذ حبستها، ولا هي تَركتْها تأكل مِن خَشَاشِ الأرض}.

{وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ۝}

[القرآن الكريم – سورة الفتح- آية: 14]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *