أن تشعر أنك مظلوم، شيء عادي فكثير من الناس من يشعر ذلك، ولكن لديك احتمال أن تكون واهماً
من الطبيعي أن تشعر أحيانًا أنك مظلوم.
لا غرابة في ذلك، فكثير من الناس يظنون أنهم مظلومون، وأنهم على حق، وأنهم الأحسن نية، والأصفى قلبًا، والأكثر نقاءً.
ولكن، هل سألت نفسك:
ماذا لو كنت واهمًا؟
ماذا لو أن ما تراه ظلمًا، هو في حقيقته عدل؟
وماذا لو أن ما تراه صوابًا، ليس إلا انعكاسًا لغرور داخلي لم تنتبه له بعد؟
الوهم إذا تسلّل إلى قناعتك، غطّى بصيرتك، وزيّن لك الباطل وكأنه حق.
وهنا… تبدأ الكارثة.
الكارثة ليست أن تُخطئ،
بل أن تظن نفسك على صواب دائم.
الكارثة ليست أن تُبتلى،
بل أن تعتقد أنك مُبتلى فقط لأنك خيرٌ من غيرك.
{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا 103 الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا 104 أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا 105 ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا 106 }
[القرآن الكريم – سورة الكهف – الآيات: 103- 106]
تأمّل هذه الآيات جيّدًا…
فأخطر ما يمكن أن يحدث للإنسان، أن يَضل الطريق وهو يظن أنه يسير إلى الله، أن يُسيء الظن بالخلق، وهو يعتقد أنه ينصر الحق، أن يُقصي الناس، وهو يتوهم أنه يُطهر الطريق.
فكن يقظًا…
فالمظلوم الحقيقي لا يتباهى بظلمه، والصادق لا ينشغل بتزكية نفسه، وإنما يبذل جهده، ويسأل الله السلامة، ويخاف من أن يكون من هؤلاء الذين {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا 104 }.