مهارات التواصل ليست قديمة

مهارات التواصل… ليست قديمة!

“خلاص! تجاوزنا زمن مهارات التفكير الإبداعي والتواصل!”

عبارة نسمعها أحيانًا من بعض المتحمسين للتقنيات الحديثة، أو أولئك الذين يبحثون عن المهارات “الحديثة” في عالم متسارع التغير. لكنهم، في الحقيقة، لم يفهموا اللعبة بعد!

مهارات التواصل ليست قديمة، بل هي أساس كل جديد.
ليست مهارة تم تجاوزها، بل هي المهارة التي يتوقف عندها الجميع حين تفشل المشاريع، وتتعثر الاجتماعات، وتنهار العلاقات.

المشكلة ليست في تقدمنا، بل في نسياننا لما لا يمكن الاستغناء عنه.
هل تعلم أن كثيرًا من مشاكل العالم اليوم، من النزاعات الدولية إلى الخلافات الزوجية، تعود إلى شيء واحد؟
سوء التواصل.

لا نعرف كيف نقول “لا” باحترام، أو كيف نشرح وجهة نظرنا دون عدوانية، أو كيف نختلف دون أن ننفصل.

نتكلم كثيرًا، ونفهم قليلًا.
نكتب رسائل طويلة، ولا نصل إلى القلوب.
التواصل ليس فقط عن “الكلام”…
بل عن التأثير.

ليس فقط عن إيصال المعلومة…
بل عن بناء المعنى.

ليس فقط عن “أنا قلت” و”هو فهم”…
بل عن “نحن اتفقنا” و”نحن فهمنا بعض”.

وهنا تظهر أهمية التواصل في:
حل المشكلات: لأن معظم المشكلات ليست معقدة كما نظن، بل مشوشة بسبب ضعف التواصل.
اتخاذ القرار: لأن القرار الخاطئ غالبًا يبدأ من معلومة ناقصة أو رسالة مشوشة.
بناء الفرق: لأن الفريق لا يُبنى على المهارات فقط، بل على الفهم، والوضوح، والثقة.
فمهارات التواصل ليست فقط جزءًا من “التطوير الشخصي”…

إنها أسلوب حياة.
وسواء كنت قائدًا، موظفًا، رائد أعمال، أو حتى أبًا وأمًا… فإن تجاهلك لهذه المهارات يعني أنك تختار أن تتعثر، بينما يمكنك أن ترتقي.

نعم، دعنا نتعلم الذكاء الاصطناعي، والأدوات الرقمية، والتقنيات الحديثة…
ولكن دون نسيان أن الكلمة الطيبة، والرسالة الواضحة، والنية الصافية، هي التي تصنع الفارق الحقيقي.
ابدأ بتطوير تواصلك، قبل أن تبحث عن تطوير أدواتك.

لأن أقوى أداة…

هي أنت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *