العبقرية في البساطة – لماذا نجح جاك ويلش حين اختار أن يُبسط كل شيء؟

نحن نحب التعقيد. نميل إلى تصديق أن الشيء المعقد أذكى، وأن الخطط المعقدة أكثر نضجًا، وأن من يتحدث بلغة صعبة يفهم أكثر. لكن في عالم الإدارة، ثبت العكس تمامًا.

جاك ويلش، أحد أنجح المديرين التنفيذيين في تاريخ شركة “جنرال إلكتريك”، لم يكن منبهرًا بالتعقيد. بل على العكس، أسّس فلسفة إدارية اختصرها في أربع كلمات بسيطة لكنها صادمة: Keep It Simple, Stupid (KISS) — أي “خَلِّ الأمور بسيطة، لا تعقّدها يا ذكي!”

قد تبدو العبارة قاسية، لكنها عبقرية.

فجاك ويلش أدرك مبكرًا أن التعقيد يقتل الإنجاز. الموظف العادي لا يستطيع تنفيذ خطة تسويقية تحتوي على 14 محورًا و37 هدفًا فرعيًا. القائد الميداني لا يستطيع قراءة تقرير يحتوي على 62 صفحة مع كل قرار.

والمشكلة الأكبر أن التعقيد يُعطي الانطباع بالاحترافية بينما هو غالبًا ستار للفوضى، أو غياب الرؤية.

تمامًا كما تفعل خوارزميات منصات التواصل التي تفضل الرسائل البسيطة الواضحة التي يفهمها الجميع، أدرك جاك ويلش أن المؤسسات تحتاج إلى شيء مماثل: رسالة واضحة، هدف مباشر، خطوات قليلة ولكن قوية.

ما فعله كان ثورياً:

قلّص الاجتماعات المطولة.

حذف الخطط المعقدة التي لا تنفذ.

أعاد صياغة الأهداف لتكون مفهومة لكل موظف، من المدير حتى عامل الإنتاج.

والنتيجة؟

جنرال إلكتريك تضاعفت قيمتها السوقية أكثر من 30 مرة خلال قيادته. لماذا؟ لأنه اختار البساطة طريقًا للعبقرية.

لو كنت رائد أعمال، أو مدير فريق، أو حتى صاحب محتوى… تذكّر دائمًا: الرسائل البسيطة هي التي تصنع التأثير العميق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *